السبت، 21 نوفمبر 2015

الخطوة الرابعة من المشروع(٢)"أدب"

قيمة الشكر:

الـخطـبةة

الحمد لله، أحصَى كل شيءٍ وعلِمَه، وأتقنَ ما صنَع وأحكمَه، أحمده - سبحانه - على ما وهبَ من العلم وفهَّمَه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةَ من عرفَ الحقَّ والتزمَه، وأشهد أن سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه صدعَ بالحق وأسمعَه، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه وأنصار ممن عزَّره ووقَّرَه وكرَّمه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أيها المسلمون:
أحسِنوا جوارَ نعم الله؛ فإنها قلَّ ما نفَرَت عن أهل بيتٍ فكادَت أن ترجِع إليهم.
وإن من شُكر الله - عز وجل - والاعتراف بفضلِه ونعمته: ما منَّ به على الحرمين الشريفين وأهلِهما من الأمن والأمان، والخير والرَّغَد، وحُسن الرعاية والخدمة، وتقديم كل ما يُيسِّر العبادة من صلاةٍ وطوافٍ وسعيٍ وزيارةٍ، وتطهير البيت للطائفين والقائمين والرُّكَّع السجُود، للعاكِف والبادِ.
وإن الأمل كبيرٌ في إدراك ذلك وتفهُّمه، والتعاون من الجميع لمصلحة الجميع إنجازًا وسلامةً وأمنًا.
بارك الله في الجهود، وسدَّد الخُطى، وأجزل المثوبةَ لوُلاة أمرنا على حُسن رعايتهم، وجليل خدامتهم، وأدامَ علينا أمنَنا وأمانَنا، وحفِظنا من كل مكروه.
ومن الشكر - يا عباد الله -: نعمةُ التوفيق للطاعة وحُسن العبادة، ونعمةُ بُلوغ هذا الشهر الكريم والتوفيق لصيامه وقيامه، وأيُّ حرمان ونُكران أعظم ممن أدرك شهرَ رمضان فلم يُغفَر له؟! ومن حُرِم خيرَ هذا الشهر فقد حُرِم. اشكُروا الله حقَّ شُكره وأنتم على أبواب عشره الأخيرة.
تأسَّوا بنبيِّكم محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -؛ فقد كان أجودَ بالخير من الرِّيح المُرسَلة، وكان أجودَ ما يكون في هذه الأيام يُوقِظُ أهلَه، ويُحيِي ليلَه، ويشُدُّ المِئزَرَ.
للآخرة أسواقٌ يربَح فيها أقوام ويخسر آخرون، وللطاعة مواسِم وأوقات يفوز فيها عامِلون ويُقصِّرُ مخذولون.
فأرُوا الله - رحمكم الله - من أنفسكم خيرًا، حاسِب نفسَك - يا عبد الله -، وانظر في صحائِف أعمالك: برٌّ ونفقة، وإحسانٌ وصدقة، ومواساة وإغاثات، وصلاة وصيام، وقراءة وقيام، وذكرٌ ودعاء.
ألا فاتقوا الله - رحمكم الله -، وتقبَّل الله منا ومنكم الصيام والقيام، وصالح الأعمال والطاعات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق